حيل للتعامل مع الطفل الزنان .. ومواقف عملية تعلميها
كويت نيوز -
شاركها

سؤال شائع يطرحه الآباء باستمرار هذا الأسبوع، وهو كالتالي: “كيف أجعل طفلي يكف عن الزن والتذمر، هو يفعل ذلك، وكأن عمره سبعون عاماً، لا يعجبه أكل ولا ملبس، ولا هدية، ولا طريقة تقديم أي خدمة، هذا الأمر يدفعني إلى الجنون!”.
يبدو الأمر مألوفاً وشائعاً عند كثير من الأطفال، لكن للأسف، ليس لدى الخبراء عصا سحرية لتغيير هذه العادة بين عشية وضحاها، ولكن لديهم بضعة اقتراحات من شأنها أن تساعد في تغيير الطفل الزنان مع القليل من الوقت.

1.كوني عاطفية مع طفلك

كوني عاطفية مع طفلك
في بعض الأحيان عندما يلح علينا الأطفال للانضمام إليهم (حتى عندما نشعر وكأننا كنا نلعب معهم طوال اليوم)، فإنهم يعبرون عن شيء مهم بالنسبة لهم، لديهم حاجة في تلك اللحظة للكثير من الحب، ونحن أشخاص مشغولون، لكن أطفالنا يجب الاعتناء بهم، بدءاً من وضع طعامهم على الطاولة، وتحضير ملابسهم، وترفيههم بنزهة، والكثير الكثير من الخدمات التي نقدمها لهم، ولكنهم في بعض الأحيان يريدون فقط أن يقولوا، “توقفي يا أمي/أبي، انظر إلي، من فضلك احتضني”، لسوء الحظ، غالباً ما يخرج هذا على شكل صوت أنين وبكاء، ولكن إذا تحدثت مع طفلك بلغة الأطفال الصغار جيداً فستكتشفين مدى أهمية العناق للأطفال.
غيّري روتينك قليلاً، على سبيل المثال، تعودين إلى المنزل من السوبر ماركت ومعك كومة كبيرة من المشتريات التي يجب عليك تفريغها، بدلاً من أن تبدئي في التسوق ويأتي طفلك الصغير ليتذمر منك، خذي 5 دقائق لاحتضان طفلك أولاً، العبي معه، وغنِّ له بعض الأغاني الخفيفة وارفعيه لأعلى ولأسفل على ركبتك، أي كوني عاطفية معه، ثم يمكنك دعوته لمساعدتك في تفريغ المشتريات أو إحضار شيء ما للعب به بينما يراقبك.

2. اركعي أمام طفلك وانزلي إلى مستواه
يأتي طفلك ليشتكي لك بتذمر ويحاول اللعب معك، انزلي إلى مستواه أو احمليه واحتضنيه بقوة، وانتبهي كيف أنه سيبتعد عنك لفترة وسيلتهي بأشيائه الصغيرة، ذلك لأنه قد ملأ خزان عواطفه، بمشاعرك الدافئة والجميلة، وهذا يساعد كثيراً كخطوة أولى.

3. تعاطفي معه وانظري إلى العالم من خلال عينيه
بدلاً من إخباره بما عليك القيام به، تهربا من تذمره: “لكن يجب أن أطبخ” أو “أنا لا أنجز أي شيء أبداً بسببك” (من المعروف أن الأطفال الصغار لا يستمعون إليك ولا يتعاطفون معك)، أخبريه أنك تفهمين ما يشعر به، وإذا قلت “أتمنى أن ألعب معك الآن، لكنني مشغولة قليلاً لنتفق على وقت آخر”، إذا قلت هذا بمشاعر حقيقية، فقد يكون هذا كافياً في بعض الأحيان. ولكن إذا كان لا يزال يتذمر ويبكي، فحاولي أن تجدي من وقتك 5 دقائق للعب معه.

4. ادعيه للانضمام إليك

ادعيه للانضمام إليك
اجعلي طفلك يشارك في حياتك اليومية، يتيح لهم سلم صغير في المطبخ الصعود إلى الأعلى لمعرفة ما يحدث، يمكن للطفل الأكبر سناً أن يمرر لك الأطباق، أو يجهز الطاولة معك، أو يقشر الخضروات.

5. دعيه يختار ما يرغب بفعله
اعرضي عليهم خياراً مثل “يمكنك مساعدتي في الطهي، أو يمكنك إحضار إحدى سياراتك للعب بها هنا في المطبخ”، سيكون هذا النوع من الاختيارات خياراً معقولاً لطفل يبلغ من العمر عامين، ربما يمكنك حتى أن تعرضي عليهم مساعدتك في اختيار شيء ما لإحضاره إلى المطبخ للعب به، الأمر كله يتعلق بالموقف إذا رأيت مقاومة، وصراخاً ورفضاً، فساعدي ابنك في الاختيار، والعمل يداً بيد، حسب عمر الطفل.

6. قدمي له ملاحظات مفيدة عندما يلعب بمفرده
لا تنسي المثل القائل “انصحيهم وهم يستمعون”، لست بحاجة إلى أن تكوني مشجعة لطفلك، ولكن يمكنك الإشارة إلى الأوقات التي ساعدوك فيها ولعبوا بمفردهم أثناء تحضيرك للوجبة، قولي له “شكراً لك على الاعتناء بنفسك، الآن لدينا وجبة لذيذة جاهزة للأكل معاً”.

7. ابدئي تدريجياً في اللعب
من الصعب على بعض الأطفال اللعب بمفردهم، في هذه الحالات، من الأفضل اللعب معاً والذهاب إلى المطبخ لبضع دقائق، ثم العودة إلى طفلك، يمكنك أن تعرضي عليه الانضمام إليك وإلا فقد يبكي، مرة أخرى، أظهري التعاطف ولكن افعلي ما عليك فعله، اذهبي إلى المطبخ بسرعة ثم عودي، ثم يمكنك تدريجياً على مدار عدة أسابيع زيادة الوقت الذي تذهبين فيه إلى المطبخ، يمكنك تحضير الخضروات للعشاء على طاولة الطعام حيث يمكن لطفلك أن يكون أقرب إليك، كما يمكنك التسلق لمساعدتك أو مراقبتك.
هل صغيرك كثير الشكوى… تابعي معنا الحلّ؟

أفكار عملية لعلاج الطفل الزنان

إذا تذمر من نوع الطعام؛ فقولي له على سبيل المثال “العشاء جاهز”، ثم قومي بتقديم العشاء، وتناوليه، مع العائلة ونظفي المكان كالمعتاد، إذا تأخر طفلك عن تناول الطعام، فلا تقولي له شيئاً واستمري كالمعتاد، إذا تأخر في إنهاء الطعام، فيمكنه غسل أطباقه بنفسه، وإذا لم يفعل، فقدمي له الوجبة التالية على الطبق المتسخ من دون مزيد من التعليقات. وإذا لم يأتِ على الإطلاق، لتناول طبقه فقط اتركيه على الطاولة مغطى ولكن لا تسخنيه، عادة ما يشعر الطفل بالجوع في النهاية، فيأكل ما يجده.
إذا تجاهلك طفلك، فتجاهليه (بهدوء)، إذا طلب منك شيئاً؛ فقولي له “أوه”، لقد لاحظت أنك كنت تتجاهلني عندما طلبت منك تنظيف حذائك، وأعتقد أن هذا ما تريد أن يكون عليه الحال، سيؤدي هذا إلى صيحات احتجاج لمدة يوم أو يومين، لكن الأطفال أذكياء وسرعان ما يتكيفون.
لا تمنحي طفلك الكثير من الاهتمام عندما يقوم بالشيء الصحيح، لكن حافظي على التواصل البصري وابتسمي بحرارة لطفلك عندما يقوم بعمل جيد مثل (القراءة أو اللعب بشكل مستقل أو الالتزام بالروتين أو التحلي باللباقة وما إلى ذلك) تجاهلي السلوكيات غير المرغوب فيها، واتركي الغرفة إذا أمكن.
إذا رضخت له، ونفذت طلبه عندما يتذمر فلن يتوقف عن طلب المزيد، واعلمي أن طفلك يكرر السلوك نفسه 10 أو 12 مرة ليرى ما إذا كنت ستستسلمين مرة أخرى، لذلك اسألي نفسك عما إذا كنت ترغبين في تكرار ذلك 10 مرات أخرى حتى يكون الأمر أسهل بالنسبة لك، أي عليك أن تجدي القوة لتبتسمي وتقولي لا، وبمجرد أن يقبل أطفالك أنك لا تستطيعين أن تخضعي لشكواهم، فإنهم يتوقفون عن المحاولة وينتقلون إلى التفاوض والتفكير، وفي بعض الأحيان التهديد لإجبارك على تغيير رأيك، من السهل تشجيع التذمر، ومن الصعب إيقافه، ويتطلب قدراً كبيراً من قوة الإرادة لدى الوالد للتغيير.
أخبري طفلك أنك لا تستطيعين سماعه عندما يتذمر وقولي حرفياً: “لا أستطيع سماعك عندما تستخدم هذا الصوت، من فضلك استخدم صوتاً يمكنني سماعه”، ثم واصلي عملك، متجاهلة إياه تجاهلاً حقيقياً، وكوني هادئة وافعلي كل ما كنت تفعلينه قبل أن يبدأ التذمر.
ربما يتعين عليك القيام بذلك لبضعة أسابيع، أو حتى لفترة أطول، لكنه سينجح، إذا قلت لا 99 مرة، ونعم مرة واحدة، فسوف يتذكر الطفل هذه المرة ويتجاهل الـ99 مرة، لا تسمحي لهذا أن يحدث.
لا تستخدمي عبارات سلبية أو إيجابية؟ ولا تقولي أشياء مثل “توقف عن إصدار هذه الأصوات الآن!”، “لا تركض في المنزل!”، بل قولي له: لا أريد أن أراك تتأذى أو أي شيء مكسور عن طريق الخطأ، إذا كنت تريد الركض واللعب العنيف، فسأحتاج إلى منعك ويمكنني مساعدتك في اختيار لعبة أو نشاط يمكننا الاستمتاع به في الداخل، ماذا تفضل أن تفعل؟” “يا أولاد، أنا بحاجة إلى بعض المساعدة هنا، هل يمكنكم المجيء إلى هنا ومساعدتي، من فضلكم؟”.
المهم ألا تستخدمي الأوامر الحادة من دون تفسير للسبب أو التفكير في مشاعرك، عندما تطلبين التوقف عن تصرف معين، اعطي طفلك بديلاً وخياراً لنشاط جديد؟ يستجيب معظم الأطفال للإيجابية بشكل أفضل وأسرع بكثير من السلبية.
لا تتجاهلي آراء طفلك وأفكاره، ولا تتوقعي منه أن ينتبه إلى آرائك وأفكارك ويحترمها من دون سؤال بعد ذلك، وهذا يؤدي إلى الكثير من الإحباط والصراخ عند الأطفال، فأولادك يتمتعون بقدر كبير من الاستقلالية والشخصية مثل البالغين، لكنهم ببساطة أقل تعليماً وأقل تطوراً في الدماغ، لذا فهم يحتاجون إلى التوجيه والدعم أكثر من البالغين عموماً.
حاولي استخدام أسلوب آخر في التربية، ولا تنتقلي من أسلوب إلى آخر إذا لم يستجب الطفل لأحد الأساليب على الفور أو لم يستجب في كل مرة، سوف يختبر الطفل الحدود وسوف يتعلم السلوك السليم حتى لو كان محبطاً للغاية في بعض الأحيان.
إذا كان الطفل سيئاً أو وقحاً، فبدلاً من معاقبته، أخبريه أنه جرح مشاعرك بما فعله أو قاله، واسأليه لماذا جرحت مشاعري، ثم أوضحي له أنك لن تكوني صديقته أو تساعديه عندما يحتاج لذلك، لا تتجاهليه كثيراً لكن لا تكوني مرحة معه، فهذه طريقة لتعليمه أن الأشياء المؤذية والوقحة التي يفعلها أو يقولها لها عواقب طبيعية تتمثل في خسارة الصداقة، وغالباً ما يكون الاعتذار من الأطفال عن أفعالهم ويحاولون تعويضك.
وهذا يعلمهم أنه يُسمح لهم بوضع الحدود وتطبيقها ولا يتعين عليهم تحمل وقاحة أو قسوة الآخرين.



إقرأ المزيد