يوم بلا ماكياج
وكالة أخبار المرأة -
الكاتب الصحفي:عبد الله الجفري-الإمارات العربية المتحدةضمن جهود دائرة البلدية والتخطيط بعجمان صادف يوم السادس عشر من مايو المنصرم قيام إدارة الصحة العامة والبيئة بالدائرة بمبادرة بيئية مجتمعية تحت شعار «يوم بلا أكياس بلاستيكية» بالتعاون مع كافة مراكز التسوق والمحال التجارية الصغيرة وبمشاركة طلبة المدارس في عجمان، وذلك بهدف نشر ثقافة حماية البيئة والحفاظ عليها بمساهمة القطاعات المختلفة ، وتركز المبادرة على استخدام أكياس ورقية صديقة للبيئة،بدلا من الأكياس البلاستيكية غير قابلة للتحلل ، فطرأت لي فكرة لماذا لا يكون هناك ضمن الجهود البيئية يوم لمبادرة أخرى

تحت شعار ((يوم بلا ماكياج)) ، وقد يقول قائل ما تأثير ذلك على البيئة ..؟ فأقول له : إن استهلاك مواد التجميل مهول ومخيف ، فقد أكد التقرير الدولي لصناعة مستحضرات التجميل إن حجم المبيعات العالمية من مستحضرات التجميل بلغ 170 مليار دولار، ودولنا العربية لا شك بأن لها نصيب من هذه المليارات المرصودة ، فحسب إحصاء لمجلس الأعمال الإماراتي الأمريكي فإن الوطن العربي يشتري مستحضرات تجميل بما يفوق ألـ 3 مليارات دولار سنويا وقد ارتفع حجم المبيعات خلال العقد الأخير بنسبة 12 %، وتشير إحصاءات متضاربة في بياناتها إلى أن قطاع التجميل والتزيين ومن المتوقع أن يشهد نموا في دول الخليج لتصل حجم مبيعاته إلى 2.2 مليار دولار سنويا وأشارت تلك التقارير إلى أن استهلاك العطور ومستحضرات التجميل في هذه الدول هي الأعلى عالميا على مستوى الأفراد، حيث تقدر مشتريات الفرد بـ350 دولارا سنويا ، وهذا يعني فيما يعنيه استهلاك أطنان من هذه المواد التجميلية الكيميائية التركيب في تصنيعها ،والتي تشمل مستحضرات العناية بالبشرة،والماكياج ،ومستحضرات العناية بالشعر، ثم العطور، ومنتجات أخرى ، والمستهلك الرئيسي لهذه المستحضرات هي صالونات التجميل وبترينات التسريح المنزلية ، ،حيث ترتاد آلاف النساء تلك الصالونات لتسريح شعورهن وتلطيخ وجوههن بطبقات من الماكياج يختلف سمكها من امرأة إلى أخرى، كما يختلف باختلاف واحترافية صاحبات تلك الصالونات ، ناهيك عن الحناء في اليدين والساقين والبدكير والمانيكير وأشياء أخرى يعرفنها معشر النساء ، فتولج المرأة رجليها إلى الصالون وكأنها دخلت ورشة صبغ وسمكرة ، فتخرج في غالب الحالات في منظور جمالي مغاير تماما لما كانت عليه قبل ولوجها، وهذا هو ديدن كل إمرة لإبراز جمالها وتغطية بعض عيوبها الخُلقية أو التخليقية أو آثار حوادث لم يكن لها يد في حدوثها ، فلا شك أن زينتها ترضي غرورها الأنثوي أمام زميلاتها وقريناتها ، والبعض منهن قد تقصد بزينتها أبعد من ذلك ، المهم إن المرأة من أيام أمنا حواء وهي تهتم بما يظهر جمالها ومفاتنها، وحتى لا تحتج بنت حواء على ما ذهبت إليه ، أود هنا أن أشير إلى أن معشر الرجال أيضا يشاركون النساء في استهلاك مستحضرات التجميل ، فهناك أعداد لا يستهان بها من فئة الرجال منافسين مبتدئين بل ومحترفين للنساء في تقليعات تسريحة شعر الرأس وإزالة الشعر من منابت مختلفة من أجسادهم مضادين بذلك الفعل لرمزية الشعر في إظهار الرجولة والفحولة لديهم ، فلم يقتصر إزالة الشعر من قبل بعض الرجال العصريين بحلق الشارب (الشنب) - الذي كانت تتبهاها به بعض الشعوب ويصفون رجولة بعض الرجال بأن شاربه يحط عليه الصقر بكل أريحية – بل تعداه إلى حف الشعر من كامل مساحة الوجه ومواضع أخرى وقلع وتقليم الأظافر(البديكير والمنيكير)، إلى مسحات الكريمات والمرطبات وأنواع المستحضرات التجميلية الأخرى ، حيث تخال أمثال هؤلاء الرجال في حالات كثيرة أرق أنوثة من الإناث، فهذا الإقبال الشديد على مستحضرات التجميل من قبل الذكور والإناث على حد سواء كله يتم كما أسلفت بصرف أطنان من مواد التجميل ، ناهيك عن مخلفات استخدامه من أوعية بلاستيكية وزجاجية ومعدنية ومتبقيات المواد ذاتها، كل هذه المخلفات لا شك أنها تذهب لمكب النفايات فتسهم بزيادة المخلفات الكيميائية المؤثرة بصورة مباشرة أو غير مباشرة على البيئة ولا يخفى على الجميع مدى الآثار السلبية التي تسببها استخدام مستحضرات التجميل منها إصابة الجلد بأنواع من الحساسية قد تتطور إلى أمراض جلدية مزمنة بالإضافة إلى تعرُّض البشرة لمظاهر الشيخوخة المبكرة, كما أن هناك كثيرًا من الدراسات و الإحصائيات أثبتت احتواء مجموعة كبيرة



إقرأ المزيد