الكويت: نضع الأمن النووي في مقدمة الأولويات
الجريدة -

قال ضابط الاتصال الوطني الكويتي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور نادر العوضي أن الكويت وضعت مسألة الأمن النووي في مقدمة أولوياتها وتولي اهتماماً خاصاً للتعاون في هذا المجال مع الوكالة ودول المنطقة لاسيما أعضاء مجلس التعاون الخليجي.

جاء ذلك في تصريح أدلى به العوضي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بعد تقديمه اليوم الخميس ورقة عمل خلال اجتماع دولي تستضيفه الوكالة الدولية على مستوى الخبراء لمناقشة سبل تأمين الحماية والأمن للمواد المشعة.

وأكد العوضي أن الكويت تولي اهمية قصوى للخطة الوطنية المتكاملة لدعم الأمن النووي في البلاد، موضحاً أن هذه الخطة لعبت دوراً رئيسياً في توجيه الجهود نحو تحقيق بنية أساسية قوية ومستدامة للأمن النووي في أقصر وقت.

ورداً على سؤال بشأن فحوى ورقة العمل الكويتية التي تم اختيارها خلال أعمال الاجتماع الدولي بصفتها «مقاربة وطنية متميزة»، ذكر العوضي أنها تطرقت إلى المقاربة الكويتية وخططها في مجال الأمن النووي إلى جانب جملة من المسائل من بينها التهديدات المتوقعة في مجال الأمن النووي.

وأشار في هذا السياق إلى أن «الإرهاب النووي وما ينطوي عليه من عواقب كارثية محتملة على البشر والهياكل الأساسية الوطنية والبيئة بات يشكل اليوم إحدى المشكلات الرئيسية التي تواجه العالم ضمن سياق العولمة أخذا في الاعتبار التطورات الأخيرة في العالم والمنطقة».

وأضاف أنه أكد في كلمته أمام الاجتماع أن «استغلال المواد المشعة التي يمكن أن تستخدم لأغراض غير مشروعة تعتبر مصدر قلق دائم»، مشدداً على أن «إعداد نظام متكامل لأمن المواد المشعة هو أحد أركان نظام فعّال للأمن النووي وواحد من أهم عناصر البنية التحتية الوطنية للأمن النووي».

وأوضح أن الورقة قدمت الملامح البارزة لخطة الأمن النووي في الكويت والتقدم المحرز في هذا الصدد مع التركيز بوجه خاص على أربعة بنود أولها يتعلق بزيادة تعزيز الإطار القانوني والتنظيمي الوطني بما في ذلك أمن المواد المشعة فيما يختص الثاني بتعزيز مشاركة أصحاب المصلحة وبناء ثقافة قوية للأمن النووي لزيادة أمن المواد المشعة.

وأشار إلى أن البند الثالث الذي جرى التركيز عليه في هذا الإطار يختص بإعداد بنية أساسية للكشف عن المواد المشعة ووضع خارطة طريق للمواد الخارجة عن الرقابة من قبل إدارة الوقاية من الإشعاع فيما يتعلق الرابع بتنفيذ تدابير فعالة لضمان أمن أماكن تخزين المصادر المشعة.

واعتبر العوضي الخطة الوطنية بمثابة «إطار تنفيذي فعال يدعم نهجها الشامل للأمن النووي في تغطية احتياجات البلاد الحالية والمستقبلية وأولوياتها بطريقة منهجية مع التركيز بشكل خاص على بناء القدرات المستدامة».

وذكر أن هذه الخطة ساهمت بصورة كبيرة في أمن البلاد من خلال تعزيز القدرات المؤسسية والبشرية والتقنية في مختلف جوانب الأمن النووي بما في ذلك مراقبة وتأمين المصادر المشعة وخطة الاستجابة الوطنية والاتجار غير المشروع والسيطرة على الحدود.

كما استعرض العوضي في تصريحه لـ (كونا) الهدف الشامل المتمثل في تطوير واستدامة بنية تحتية قوية للأمن النووي ووضع الإطار المناسب لتنفيذ التدابير الرامية إلى منع تهريب المواد النووية وغيرها من المواد المشعة وأي أعمال غير مشروعة تنطوي على مواد نووية وغيرها من المواد المشعة إضافة إلى مكافحة الاتجار غير المشروع والقدرة على الاستجابة الكافية للتعامل مع حالات الطوارئ الإشعاعية.

وفيما يتعلق بتزايد الاهتمام بمسالة الأمن النووي، قال العوضي أن هذه المسألة برزت خلال الأعوام الأخيرة وعلى نحو متزايد بصفتها واحدة من أهم القضايا التي تشكل تحدياً كبيراً على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية.

وأكد في هذا السياق أن العالم اليوم يواجه تحديات متزايدة مقترنة بتهديدات كبيرة للسلم والأمن الدوليين وبالتالي تتطلب نهجاً وحلولاً عالمية وعملاً منسقاً وفعالاً من جانب المجتمع الدولي.

يذكر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستضيف منذ الاثنين الماضي اجتماعاً دولياً على مستوى الخبراء يناقش على مدى خمسة أيام سبل تأمين الحماية والأمن للمواد المشعة.

ويشارك في الاجتماع أكثر من 700 مندوب من 100 دولة منها الكويت يمثلون صناع السياسات وممثلي المرافق التي تستخدم المصادر المشعة والهيئات التنظيمية ووكالات انفاذ القانون والجمارك ومنظمات الدعم التقني والوكالات الأخرى المعنية بالأمن الوطني.

ويبحث الاجتماع الصعوبات التي تعرقل حماية المواد المشعة وكذلك الدروس المستفادة والممارسات الجيدة حول كيفية معالجة التطورات فيما اختيرت الكويت من بين عدد من الدول لتقديم مقاربتها بهذا الخصوص.



إقرأ المزيد