- 8/5/2022 9:27:19 AM - GMT (+3 )
القبس
الغزو العراقي للكويت أدخل المنطقة في تعقيدات
أنتجت حرب الخليج الثانية والغزو العراقي للكويت، بأسبابها ووقائعها وأبعادها، أزمة وكارثة أصابت الأمة العربية في الصميم مازالت آثارها حتى الآن، كما أوجدت تلك الكارثة في المنطقة أوضاعاً معقدة واجهت فيها أطراف الصراع ــ حتى دول التحالف ــ صعوبة بالغة جداً في السيطرة عليها.
وألحقت تلك الحرب بالكويت ـــ وكذلك العراق في ما بعد الذي تعنت نظامه ورفض الانسحاب من الكويت ـــ دماراً كبيراً وتسببت بوضع المنطقة كلها أمام خيارات حاسمة في مناحٍ أمنية وتنموية وقابلية العمل المشترك مع ما أفرزته من بعض الانقسام بين بلدان عربية، فأطلقت ديناميات تضامن عربي وإسلامي في مستوى القواعد الشعبية، وأعادت أسئلة جوهرية حول نوازع الشعور الوطني والقومي في المغرب والمشرق.
وشكلت تلك الكارثة التي مر عليها 32 عاماً، مفصلاً تاريخياً في واقع بلدان المنطقة ومستقبلها، يستوجب دراستها وأخذ العبر والخلاصة لمنع وقوع كوارث كهذه من جهة والاستعداد الأمثل لمجابهة مخاطر كهذه في المستقبل إن وقعت في ظل تعقد وحالة سيولة دولية وعالمية تعيدنا في الزمن إلى مرحلة الغزو العراقي في تشابه ممكن في كثير من جوانبه، خصوصاً تغيّر المنظومة الدولية وبناء اصطفافات وكتل وأحلاف قد نشهد فيها ولادة عالم جديد كما شهدنا بعد 1990 انهيار الكتلة الشرقية وصعود منظومة القطب الواحد واستغلال نظام صدام حسين لمختلف العوامل وقيامه بالغزو الغاشم على الكويت.
جذور الأزمة
عالجت كثير من التحليلات والتقارير، محركات وأسباب العدوان العراقي الغاشم على الكويت ظاهرياً وباطنياً من منظور سياسي واقتصادي وعسكري.. وسواء بأقلام نظام صدام حسين ومناصريه أم الأقلام التي انبرت للدفاع عن الكويت التي تعرضت لعدوان غير مبرر مهما كانت الخلافات حينها بينها وبين بغداد، فالحرب ليست خياراً إلا لدى المفلسين.
إلا أن النظر إلى أزمة الخليج بعدوان العراق على الكويت، يتطلب زوايا أكثر عمقاً وإدراكاً أشد يفكك خيوط المتشابك ويوضح الصحيح والخطأ بتوصيل دقيق يقود إلى تفسير وتحليل ونتائج واضحة.
فحالة الصراع والتوتر وعدم الاستقرار سائدة في منطقتنا ـــ وان اختفت مظاهرها ومؤشراتها تحت السطح ـــ فيمكن أن نستخدمها قاعدة عامة لوصف الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط عموماً والخليج العربي خصوصاً في بعدها الخارجي على الأقل وفي بعض مشاكلها الداخلية.
تعقيدات أمنية
إن منطقتنا الخليجية منذ القدم، منطقة ذات حساسية أمنية شديدة، في ظل تعقيدات داخلية وتهديدات خارجية متنوعة ومعقدة، ترتبط وتتعلق وتنال اهتمام مختلف القوى العالمية بسبب توليفة مميزة من الظروف الجيوبولوتيكية؛ تتحول فيها أي صراعات ونزاعات إلى قضايا ذات أبعاد وترتيبات دولية قد تعقّد الحلول وتزيد المشاكل.
إذن، فعوامل التاريخ والجغرافيا والسياسات الداخلية وبعض العوامل الخارجية التي تعزز التوترات والنزاعات، جعلت من الخليج منطقة غير مستقرة أمنيًا، فتشابك تلك العوامل ساهم وقاد إلى الغزو الغاشم على الكويت.
عوامل النفط والخلافات الحدودية والأيدي الخارجية، عمقت الخلافات وقادت إلى نزاع تطور إلى غزو غاشم، إلا أن البعد السياسي المعاصر لا يقل أهمية عن تلك العوامل، فالديكتاتورية وغياب الديموقراطية في بغداد إبان الغزو، مع احتكار السلطة بيد شخص واحد احتكارًا مطلقًا يتخذ فيها قرارات عشوائية مدمرة يتجاوز أثرها بلده إلى البلدان المجاورة، وهذا ما وجدناه في حالة العدوان العراقي قبل ثلاثة عقود ألقى فيها تعنت نظام البعث في العراق المنطقة في متاهات كبرى.
أوهام وتصورات
إن تصورات حاكم بغداد حينها وأوهامه النفسية، من أهم دوافع غزو الكويت، دون الاستناد إلى معطيات موضوعية وحقائق ملموسة، ما جلب كوارث ومآسي ومحنا على العراق نفسه دون نسيان آثار العدوان على الكويت وأهلها.
الاستبداد وغياب الديموقراطية في العراق مع النتائج المختلفة لحرب طويلة مع إيران أرهقت العراق فعليًا وجعلت نظامه أمام تساؤلات جديّة حول شرعيته في ظل الفشل في الانتقال إلى الديموقراطية وغياب التنمية والرفاهية والثقة الداخلية، رفعت الضغوطات الاقتصادية والسياسية داخل بغداد فأصبح المحفز قويًا لحل الأزمة الداخلية على حساب الآخرين، فكانت الكويت هي الحلّ الخارجي لأزمة نظام صدام حسين الداخلية.
الكويت.. وحسن النية
من زاوية ثانية، فإن الكويت التي حركت ملف الحدود وبعض القضايا الشائكة -من وجهة نظر بغداد- التي تذرع بها نظام صدام حسين للغزو واستخدمها اعلاميًا، لم تكن في أي لحظة من لحظاتها مدفوعة بسوء نية أو تهدف التآمر على العراق أو تقصد إيذاءه، بل إن الحكومة الكويتية لم يخطر ببالها أنها تستفز القيادة العراقية، بل تحركت معتقدة أن الوقت قد حان لإنهاء قضية الحدود الباقية من الإرث الاستعماري مدفوعة بتحليل منطقي أن وقوف الكويت ودعمها الشقيق العراقي وسخاء الكويت حكومة وشعبًا مع بغداد في حرب العراق مع إيران، أن العراق سيتفهم المبادرة الكويتية ويرحب بها ويدرك لماذا الاصرار الكويتي على وضع حد لتلك المشكلة المصطنعة، لا أن الخطأ الكويتي فعليًا كان بعدم إدراك طبيعة النظام القائم في العراق والمراهنة أن الظرف الاقتصادي العراقي بعد ثماني سنوات من الحرب قد جعل الفرصة مواتية.
حسابات العدوان
وربما لم توضع حسابات العدوان العراقي في التقديرات الكويتية التي حافظت على حسن النية ولم تضع احتمالات العدوان وبناء تحالفات تحمي البلاد من هكذا عدوان قبل المطالبة بحقوقها التي اعتبرها الطرف الآخر استفزازًا، لكن خطأ الحسابات لا يسمح للقيادة العراقية بأخذها بخباثة وإظهارها بمظهر مريب وشرّير -وهو معدل عملت عليه الآلة الإعلامية العراقية حينها- وهنا نذكّر أن الدبلوماسية الكويتية استطاعت محو تلك الآثار والاتهامات العراقية ضد الكويت وتمكنت خلال سنوات قليلة إثبات موقفها وسياساتها الخارجية الداعمة للسلام وللشعوب وحقوقها وقضاياها العادلة.
المأزق الإستراتيجي
إن تقييم نتائج الغزو العراقي للكويت بصورة موضوعية يقود إلى إمكانية التفكير باستراتيجية عربية خليجية كويتية تسمح باستخلاص العبر وأخطاء الماضي والتناقضات الإقليمية والدولية لفهم تعقيدات الساحة الاستراتيجية الدولية والإقليمية لرسم مسارات المستقبل بدقة رغم كثرة الألغام والتحديات، فمثلًا التهديدات الإيرانية القائمة والمستمرة تفرض ضرورة العودة للماضي القريب (والبعيد) لضمان وحدة الصف الخليجي والعربي لاستعادة زمام المبادرة والتأثير في مجريات التاريخ، فما بعد الحرب هو المرحلة الأهم من الحرب.
العراق يمكّن الأميركان
قادت واشنطن التحالف الدولي لإخراج نظام صدام حسين من الكويت بعد أن رفض الأخير الاستجابة للدعوات العربية والإسلامية بالانسحاب وإعادة الحق إلى أهله بعد حرب غاشمة مهما كانت مبرراتها عراقيًا.. لكن العراق ورغم دعواته لمواجهة اميركا والكيان الصهيوني فقد سمح بعداونه بتحقيق أميركا لنجاح كبير في فرض سيطرة استراتيجية أميركية على مصادر النفط الأهم في العالم في منطقة الخليج بعد أن وضع دول الخليج أمام خيارات مرة جعلت دول مجلس التعاون مضطرة لاستقدام القوات الأجنبية / الأميركية للدفاع عن نفسها أمام العدوان العراقي.. وفي البعد الدولي استفادت واشنطن من ذلك في إعادة تأكيد قوتها كقطب أوحد عالمي أمام التكتلات الأخرى المنافسة بشكل أعطاها هامشًا وأداة مناورة استراتيجية لا تقدر بثمن.
ودمرت الحرب مصداقية الأمم المتحدة عند شعوب العالم غير الغربي، وباتت تلك المنظمة أداة طبيعية خاضعة لسياسات الدول الكبرى فقد فشلت بمنع وقوع الغزو قبل حدوثه بشكل خالف مهمة المنظمة التي أنشئت من أجلها.
ضعف الجامعة العربية
مع عجز العرب عن منع عدوان نظام صدام حسين وغزو الكويت، ثم عجزهم عن ثنيه وإجباره على التراجع عن الاحتلال، وجهت الحرب ضربة قوية لمصداقية الجامعة العربية وفاعليتها.. ضربة كانت تسعى لها قوى إقليمية ودولية تعادي فكرة الاندماج والتجمع العربي فاستغلت عدوان العراق لتأكيد فكرة استحالة الوحدة العربية واعتبارها افكارًا حالمة وهمية.. وصولًا لتوجيه ضربة استراتيجية لفكرة الأمة العربية وكل آفاق العمل العربي المشترك في وعي دولها واللاوعي كذلك.
10 عوامل ساهمت في كارثة الغزو
01- عوامل النفط والخلافات الحدودية
02- الأبعاد السياسية والصراعات الدولية التي سبقت الغزو
03- التهور الذي كان يتسم به النظام العراقي البائد
04- القرارات العشوائية المدمرة التي انفرد بها صدام حسين
05- عدم استناد النظام العراقي البائد إلى معطيات وحقائق موضوعية
06- تدخلات الأطراف الخارجية في الأحداث
07- الدكتاتورية وغياب الديموقراطية في بغداد إبان الغزو
08- تصورات حاكم بغداد حينها وأوهامه النفسية
09- تعنت نظام البعث في العراق وسياسته القائمة على الغطرسة
10- استغلال صدام حسين لحالة السيولة الدولية والاصطفافات العالمية آنذاك
إستراتيجيات المستقبل وآفاقه:
لا يمكن لأي إستراتيجية حقيقية أن تصبح واقعاً إلا بعد إدراك طبيعة المواجهة القائمة والتناقضات الكبرى التي تحرّك الأطراف المختلفة وطبيعة مصالحهم المتباينة.. من دون نسيان العوامل التي يستند إليها الخصم في صناعة إستراتيجيته وتكتيكاته في حساباته المختلفة، وعليه فالمسألة الأهم في صناعة ورسم إستراتيجية كويتية/ خليجية في الفترات المقبلة ترتبط بطبيعة الصراعات الحالية والقادمة في ظل تبدل مفاهيم المواجهة الإستراتيجية نفسها، والتي تغيرت فيها مفاهيم الحرب والهزيمة والانتصار.
ومع حلول المواجهة الإستراتيجية محل مفهوم الحرب، التي كانت تعني انتصاراً عسكرياً خاطفاً، عكس المواجهة التي تستند إلى عمليات تاريخية طويلة ومستمرة، لم يعد للحرب معنى وقيمة كما السابق ملاحظة عنف ضرورية ضمن أي مواجهة عامة وتاريخية ينطبق عليها حال الكويت ومن ورائها دول الخليج العربي وبقية الدول العربية، التي تستمر المواجهات والتهديدات حولها (التهديد الإيراني وذراعه في العراق مثلاً كخطر أبرز ضد الكويت والخليج) الأمر الذي يستوجب عدم الاستناد إلى ضرورة خوض الحرب بمفهومها العنيف، بل العدول عن ذلك إلى أسلوب المواجهة الشاملة والمستمرة لمنع دخول بلادنا في سلسلة حروب لا نهائية تأكل الأخضر واليابس.
توظيف المعركة
ومع نجاح الكويت والتحالف في دحر العدوان العراقي قبل ثلاثة عقود، فإن التأكيد على فكرة وضرورة إعادة توظيف نتائج المعركة العسكرية في إستراتيجية المواجهة المستمرة لمختلف التحديات تتحول معه إلى عنصر إيجابي في أي معركة قادمة محتملة نستفيد منها من مختلف العوامل الجديدة التي نتجت عن ذلك الغزو الغاشم، في سياق مناورات إستراتيجية جديدة تحول عوامل الضعف إلى مصدر قوة يدعم الكويت ومنظومة دول مجلس التعاون في التحديات المستقبلية.
إن ضرورة إعادة بناء الاستراتيجية العربية لدول مجلس التعاون باتت ملحة في الظروف الراهنة كحال أيام ما قبل الغزو العراقي الغاشم، لذلك فهي تستوجب تغيير - أو تعزيز- الخيارات الأساسية في استراتيجية النهضة لدول الخليج العربي وفي قلبها الكويت، كتجربة عربية مهمة تقود الأمة العربية ككل، عبر التركيز على تكثيف الاستثمار في التقدم العلمي والتقني والاقتصادي والاجتماعي الذي يدعم التقدم العسكري ويؤازره ويمنع انسداد أُفقه لو بقي وحده.
من زاوية أخرى اعمق، فإن الضرورة ملحة لإدراك العوامل التي تحكم المنظومة الدولية التي تعيش إرهاصات كبرى نشهد فيها نمو توترات في المعسكر الغربي والوضع الجيوسياسي العالمي مع بدايات تبديل التوازنات وعلاقات القوة التي تربط التكتلات الدولية، وتقاطعها مع التهديدات المختلفة التي تواجه بلادنا.
تلافي المخاطر
ختامـاً، ولتعزيز الاستقرار المستقبلي ومواجهة التهديدات المشتركة، فإن بلداننا العربية في الخليج العربي تحتاج لتحقيق تكامل وتوحد واصطفاف فعلي، بالنظر إلى أن أغلب دول الخليج من الناحية الجغرافية، هي دول صغيرة لكنها غنية ونفطية ومرتبطة باستراتيجية النظام الدولي، فلها خصوصية تستوجب التوقف عندها وفهم مشكلاتها من جهة وتعزيز تعاونها في ما بينها لتلافي المخاطر المستقبلية وضمان عدم تكرار مأساة الغزو العراقي.. لذلك فإن حلّ مشكلات الحدود في منطقة الخليج مطلب ملّح؛ فهي قنابل موقوتة لا يعرف وقت انفجارها سواء بخطأ داخلي أو تدخل خارجي.. مع ضرورة تعزيز الإدراك العميق لمختلف التحديات والابتعاد عن التصورات الخطأ البعيدة عن الموضوعية، فالمرحلة الحالية حساسة وخطيرة وتشابه في حساسيتها كواليس عام ١٩٩٠ دولياً واقليمياً وعربياً.
نانسي بيلوسي.. أقوى امرأة في تاريخ أميركا
فجأة، وجدت الصين نفسها أمام تحدٍّ من نوع مختلف، إنها نانسي بيلوسي، المرأة التي زارت تايوان، ولم تأبه بكل التهديدات. عرفت بكين بيلوسي عام 1991 حين كانت عضوة في مجلس النواب الأميركي، حيث ظهرت في ميدان تيانانمين، ورفعت لافتة تكريم لقتلى الاحتجاجات الطلابية على يد الحزب الشيوعي الصيني عام 1989.
لكن هذه المرة، تأتي بيلوسي بشكل مختلف تماماً، إنها رئيسة مجلس النواب الأميركي، المنصب الذي يضعها في المرتبة الثالثة في هرم السلطة بالولايات المتحدة الأميركية، بعد الرئيس ونائبه، وقد رافقت طائرتها إلى تايوان مقاتلات حربية ورست شرقي الجزيرة الآسيوية حاملة طائرات ومدمرات، وكانت مناورات أميركية عدة تُجرى في المنطقة، في حين كانت الصين تراقب كيف اخترقت طائرة تلك المرأة منطقة الحظر الجوي التي أعلنتها، غير مكترثة بأي تهديد، وحطت في مطار تايبيه.
النظام الشيوعي
بيلوسي (82 عاماً)، من أشد المنتقدين للنظام الشيوعي في الصين، ومن مظاهر موقفها الصريح من بكين أيضاً، علاقتها الوثيقة بزعيم التبت المنفي الدالاي لاما. كما كانت من القوى الدافعة خلف قرار الحكومة الأميركية الاعتراف رسمياً بأن بكين ارتكبت «إبادة جماعية» في ممارساتها القمعية بحق الإيغور، وغيرهم من الشعوب ذات الأغلبية المسلمة.
بيلوسي واحدة من أهم القيادات النسائية في تاريخ الولايات المتحدة، فقد أصبحت أول رئيسة لمجلس النواب وأكثر زعيمات الكونغرس فاعلية في العصر الحديث - وقد حبست أنفاس العالم خلال زيارتها تايوان، وأمس، كانت تزور المنطقة الأمنية المشتركة بين الكوريتين، متعهدة نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية.
دروس في القوة
في عام 2021 بات كتاب «نانسي بيلوسي ودروس في القوة» الذي يروي بداية شرارة الصراع الأولى بينها وبين الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي كتبته الصحافية سوزان بيج، الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة، ويروي السيرة الذاتية النهائية لبيلوسي على أنها أقوى امرأة في التاريخ السياسي الأميركي، وكانت في طليعة الثائرين حول قضايا المرأة والسياسات الأكثر شراسة واستقطاباً، مثبتة نفسَها صديقة أساسية أو عدوة قوية لرؤساء الولايات المتحدة، ومشرعة رئيسية، ومحاربة سياسية لا تعرف الكلل.
وعندما جرى انتخاب دونالد ترامب رئيساً كانت بيلوسي تخطط لتقاعدها، لكنها سرعان ما أصبحت النظير الديموقراطي الأفضل في مواجهة ما أسمته «الرئيس المزعج».
وُلدت لتكون سياسية
استمدت بيلوسي هذه الجرأة وقوة الشخصية من نشأتها بعائلة مميزة، ذات أصول إيطالية.
ولدت في 26 مارس عام 1940 في مدينة بالتيمور الساحلية بولاية ميريلاند، وكانت الفتاة الوحيدة بين سبعة أشقاء يكبرونها سناً. والدها توماس دياليساندرو جونيور، كان منتمياً إلى الحزب الديموقراطي، وهو رئيس سابق لبلدية بالتيمور وعضو في الكونغرس عن ماريلاند، وكانت والدتها مساهمة بالنشاط النسائي في الحزب الديموقراطي، وقد علّمت ابنتها قيمة شبكات العلاقات الاجتماعية، ولاحقاً أصبح شقيقها توماس داليساندرو، وهو ديموقراطي أيضاً، عمدة بالتيمور خلال الفترة بين عامي 1967 و1971.
أول مؤتمر
كانت بيلوسي تبلغ من العمر 12 عاماً فقط عندما حضرت مؤتمراً للحزب الديموقراطي للمرة الأولى، كما حضرت حفل تنصيب الرئيس جون كينيدي وهي في العشرين من عمرها.
بدأت بيلوسي انخراطها في السياسة عام 1976، وكانت مشاركتها الأولى من وراء الكواليس، وعملت في حملات دعائية، وساعدت حاكم كاليفورنيا جيري براون في الفوز بالانتخابات التمهيدية خلال ترشحه لمنصب الرئيس، معتمدة على صلاتها العائلية القديمة، كما ساهمت في جمع التبرعات للحزب الديموقراطي في ولاية كاليفورنيا، ثم تدرجت بيلوسي في صفوف الحزب الديموقراطي في كاليفورنيا، قبل أن تصبح رئيسة له.
ربة منزل
عام 1962، تخرجت بيلوسي في كلية ترينيتي بواشنطن العاصمة بدرجة بكالوريوس الآداب في العلوم السياسية، وتدربت لدى السيناتور دانيال بروستر (ديموقراطي من ماريلاند) في ستينيات القرن العشرين إلى جانب زعيم أغلبية مجلس النواب التالي ستيني هوير.
تزوجت الخبير المالي بول بيلوسي، وانتقلا في البداية إلى مانهاتن، ثم سان فرانسيسكو، حيث كانت بيلوسي ربة منزل، وفي غضون ست سنوات كان لها خمسة أطفال (أربع بنات وولد).
مسيرة الصعود
عام 1987 فازت بيلوسي بمقعد في الكونغرس عن سان فرانسيسكو، ثم شقت طريقها داخل مجلس النواب، لتصبح عام 2003 زعيمة الأقلية المعارضة، حين كان الجمهوريون يسيطرون على المجلس، وكانت أول امرأة تقود أحد الحزبَين المتنافسَين.
وعام 2006 فاز الديموقراطيون بمجلس النواب للمرة الأولى منذ 12 عاماً، وانتخبت بيلوسي عام 2007 رئيسة للمجلس، خلفاً للجمهوري دينيس هاسترت، لتصبح أول سيدة تتولى هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة.
في انتخابات عام 2010، فقد الديموقراطيون سيطرتهم على المجلس. ورغم دعوات لقيادة جديدة للحزب الديموقراطي، انتخبت بيلوسي زعيمة للأقلية.
وبعد صعود حزبها في انتخابات عام 2018 واستعادته السيطرة على مجلس النواب، انتخبت بيلوسي في يناير عام 2019 رئيسة لمجلس النواب، في ولاية ثانية.
وبعد خسارة ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2020 لمصلحة بايدن، انتخبت بيلوسي عام 2021 رئيسة لمجلس النواب، للمرة الثالثة.
مواجهة ترامب
شخصية بيلوسي القوية وتراكم خبرتها السياسية مكّناها من مواجهة ترامب، الرئيس الصعب المراس، فبعد اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول، طالبت بيلوسي بإقالة ترامب، وباشرت إجراءات عزله، واتهمته بـ«التحريض على التمرد»، وصوت مجلس النواب لإقالة ترامب، قبل أسبوع من نهاية فترة ولايته. لكن مجلس الشيوخ برأه لاحقاً.
كما كانت بيلوسي من أشد المعارضين لخطة ترامب بناء جدار على حدود بلاده مع المكسيك، وقد اتسمت علاقتها به بالتوتر، وحصلت بينهما مراشقات وتبادل اتهامات، ولعل أهم لحظاتها عندما صفقت ساخرة بعد خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه ترامب عام 2018. كما اشتهرت بتمزيق خطاب ترامب أمام كاميرات التلفزيون بعد عام.
انتقاد بوش الابن
كانت بيلوسي من المعارضين البارزين لقرار غزو العراق الذي اتخذه الرئيس جورج بوش الابن، ووصفته بأنه «خطأ بشع»، وعارضت أيضاً محاولة إدارته عام 2005 خصخصة الضمان الاجتماعي جزئياً، وكانت دائماً ما تنتقده، ووصفته بأنه «قائد غير كفؤ».
تشريعية بارعة
ماهرة بـ«ديناميكية مكشوفة» ساعدت في فشل الحزب الجمهوري في إلغاء برنامج أوباما كير، وأبقت حزبها قوياً في كونغرس يسيطر عليه الجمهوريين.
انتصاراتها في مجلس النواب خلال عهد ترامب دفعت مراقبين إلى وصفها بأنها «رئيسة مجلس النواب الأقوى والأكثر فاعلية في العصر الحديث»، وأنها تملك خبرة تشريعية وتكتيكية كبيرة وكانت لها مواقف لا تُنسى، عكست حنكتها، فقد لعبت بيلوسي دوراً فاعلاً في إصدار قوانين مهمة عديدة، منها قانون الإعفاء الضريبي لعام 2010 وقانون دود فرانك لإصلاح وول ستريت وحماية المستهلك، وقانون الانتعاش وإعادة الاستثمار الأميركي.
معاقبة روسيا
بيلوسي نصير قوي للأمن القومي الأميركي وصوت مدوي لتعزيز القيم الديموقراطية في العالم. وبصفتها رئيسة مجلس النواب، حشدت مليارات الدولارات من الدعم الأمني والاقتصادي والإنساني لشعب أوكرانيا بعد الغزو الروسي في فبراير من العام الحالي، وزارت أوكرانيا والتقت رئيسها فولوديمير زيلينسكي.، كما قامت بتنسيق جهود الأغلبية الساحقة من الحزبين والمجلسين لفرض عقوبات سريعة وخطيرة على روسيا، بما في ذلك الحظر بشأن استيراد الطاقة الروسية وإلغاء العلاقات التجارية الطبيعية.
أنجح جامع تبرعات
اعتبرت مجلة بوليتيكو أن بيلوسي هي «أنجح جامع تبرعات سياسي غير رئاسي في تاريخ الولايات المتحدة».
ومما ساعد بيلوسي في ذلك اتسامها بالتنافسية والثقة بالنفس والموضوعية والطموح، لكن كلما كانت أكثر نجاحاً أصبحت أكثر تهديداً، وزادت محاولات تشويه صورتها.
في الفترة التي سبقت انتخابات عام 2012 استدعى الجمهوريون بيلوسي في إعلانات تلفزيونية سبع مرات أكثر من استدعاء الزعيم الديموقراطي في مجلس الشيوخ هاري ريد. وبعد أربع سنوات من ذلك، في الفترة التي سبقت عام 2016، استدعوها ثلاث مرات في كثير من الأحيان.
لجنة الاستخبارات
بيلوسي هي العضو الأطول خدمة في لجنة مجلس النواب الدائمة، المختارة للاستخبارات في التاريخ، فقد خدمت من 1993 - 2003، بما في ذلك كعضو تصنيف من 2000 - 2003، وما زالت تعمل بحكم منصبها.
جوائز عديدة
نالت بيلوسي جوائز عديدة، منها:
1 - نيشان الأميرة أولغا من الرتبة الثالثة (2022)
2 - جائزة الدكتور ناثان ديفيس لنواب أميركا (2016)
3 - جائزة قاعة الشهرة الوطنية للمرأة (2013)
4 - جائزة جون كنيدى للشجاعة (2019)
5 - نيشان الاستحقاق للجمهورية الإيطالية (2007)
6 - الدكتوراه الفخرية من جامعة برانديز.
الراي
سحب 8 آلاف «ليسن» من وافدين
كشفت مصادر أمنية لـ «الراي» عن سحب نحو 8 آلاف رخصة قيادة من وافدين، خلال النصف الأول من العام الجاري، لانتفاء شروط منحها، بالإضافة إلى وضع بلوك على 50 رخصة قيادة لمواطنين، بسبب إعاقتهم البصرية أو الذهنية.
وذكرت المصادر المطلعة في الإدارة العامة للمرور أن سحب رخص آلاف الوافدين مرده لعدم مطابقتها للشروط، حيث حصل البعض عليها بعد أن قدّموا أذونات عمل تخوّل صرفها، من حيث شروط الراتب والمهنة والشهادة الجامعية، «لكن بعد تغيير المسمى الوظيفي أو انخفاض الراتب يتم سحب الرخصة بشكل تلقائي».
ولفتت المصادر إلى أن هناك تعليمات من قِبل وزارة الداخلية، بالتشدد في استخراج رخص القيادة، وحصرها بمن تنطبق عليهم الشروط، حيث ساهم الربط بين الجهات الحكومية، بشكل كبير، في الحد من التلاعب للحصول على رخص القيادة، خصوصاً عبر التنسيق في الجوانب الفنية، بين قطاع شؤون الإقامة بوزارة الداخلية، والهيئة العامة للقوى العاملة، والهيئة العامة لشؤون الإعاقة، كما أسهم في تضييق الخناق على من استخرجوا رخص قيادة في السابق وقاموا بتغيير مهنهم والتلاعب بالشروط، خصوصاً أن النظام الآلي يراجع جميع رخص القيادة الممنوحة للوافدين.
وأشارت المصادر إلى أن «المرور» وضعت «بلوك» على رخص قيادة طلبة مقيمين، أنهوا دراستهم ولم يقوموا بتسليمها، وهناك عمالة سائقي منازل، مسجّل بحقهم بلاغات تغيب من كفلائهم، يعملون بتوصيل طلبات عن طريق رخص قيادة استخرجت لهم، بناء على إقامتهم لدى الكفيل السابق، مؤكدة أن «هذا التلاعب لا ينطلي على المسؤولين في المرور، حيث إنه لضمان عدم قيادتهم أو السير في الطرق، يتم التدقيق من قبل الحملات الأمنية والمرورية على رخص القيادة، والتأكد عن طريق تطبيق (سهل) إن كانت فعّالة أو عليها بلوك سحب أو إلغاء».
وبيّنت المصادر أن وكيل قطاع المرور والعمليات اللواء جمال الصايغ، أعطى تعليمات بعدم التساهل في منح رخص القيادة للمقيمين، والتأكد من تحقق جميع الشروط التي وضعتها الوزارة، وهي «المسمى الوظيفي، المهنة، والراتب، والشهادة الجامعية، ورخصة القيادة في البلد الأم».
وأوضحت أن هذه الخطوات أدت إلى انخفاض نسبة استخراج رخص القيادة للوافدين، بحدود 50 في المئة خلال العام الجاري، مشيرة إلى التشدد باختبار القيادة وعدم منح رخصة القيادة إلّا عندما يتجاوز المتقدم الاختبارين النظري والعملي، لضمان سلامته وسلامة قائدي المركبات.
إطعام الحمام... في قفص الاتهام
تزامناً مع انتشار عدد كبير من الإعلانات في الطرقات، تؤكد أن إطعام حمام الشوارع يزعج الجيران وتطالب بالتوقف عن هذا التصرف، أكدت آراء شرعية وبيئية ضرورة التنظيم لأن التعامل مع الأمر بعشوائية يؤدي إلى إلحاق ضرر بالآخرين، ولو أن الهدف الأساسي هو من باب الرحمة والرأفة بالحيوان.
وقال أستاذ الشريعة في جامعة الكويت الدكتور بسّام الشطي «ورد في صحيح الحديث (وفي كل كبد رطبة أجر)، ولكن بعض الإخوة يعتقد أن الطيور تأكل كل شيء فيأتون بفضلات أكلهم في الوجبات أو المواد الغذائية المنتهية الصلاحية، فتتجمع حولها الحيوانات حتى أصبح هذا الأمر مؤذياً للسكان لاسيما الصغار، وكذلك مصدراً لجمع الحشرات المؤذية بأنواعها».
ولفت الشطي، في تصريح لـ «الراي»، إلى أن «هذا الأمر نجم عنه أيضاً أن الحمام بدأ بتكوين بيوت له في الشبابيك والسطوح وبدأ في التكاثر، ونتج عن تلك الأعداد الكبيرة مخلّفات وأصوات مُزعجة، وقد يموت بعض هذا الحمام ثم تتجمع الديدان والحشرات وتدخل بيوت الناس، فيكبدهم ذلك تكاليف باهظة في تركيب مصدات للحمام، وتنظيف البيوت».
واختتم الشطي تصريحه باقتراح «تخصيص أماكن بعيداً عن المنازل وتوفير الماء والطعام فيه، من قبل عامل يقوم في الوقت ذاته بتنظيف هذا المكان، فهذا الحل يتوافق مع الجميع».
وفي رأي بيئي، قال الناشط الدكتور فنيس العجمي لـ «الراي» إنه «مع ارتفاع درجات الحرارة، من المهم توفير الماء وما تيسّر من طعام للطيور العابرة، لكن يفترض أن يتم الأخذ في الاعتبار عدم تخريب المنظر العام».
وأضاف: «نشكر كل من يساهم ويتبرع فهذا من الرحمة، لكن رمي الأطعمة من دون تنظيم وفي أماكن غير الأماكن المخصصة لذلك يمكن أن يضايق سكان المنطقة»، معرباً عن أمله في أن «تتبنى إحدى الجهات الحكومية تحديد نقاط محددة في كل منطقة يوضع فيها ماء وحبوب مثل الشعير (الأكل المخصص للطيور)، مع فتح باب التبرع والمساهمة للجمعيات التعاونية وغيرها».
وشدّد على أن «رمي الأطعمة غير المناسبة يسبّب تجمع الحشرات وهذا مؤذ للناس، ومن المهم التوفيق بين العمل الخيري وعدم مضايقة السكان».
وفيما قارن البعض بين صيغة الإعلان الذي انتشر وبين لوحة نشرت باللغة الإنكليزية تطلب عدم إطعام الطعام لكنها ارتكزت في مبرراتها على أن الحمام ينشر الأمراض والعثة ويتسبّب في اتساخ الأماكن ويدمر الزهور ويشكل عامل جذب للفئران، استذكر البعض فترات الطفولة في عقود مضت، عندما كان الطفل يمسك بـ «النباطة» ليصطاد الحمام واحدة تلو الأخرى، متهكمين في الوقت ذاته من بعض الأطفال حالياً الذين يخافون أن يمسكوا بحمامة.
على الجانب الآخر، اعتبر البعض أن الإحجام عن إطعام الطعام من شأنه أن يرفع البركة لأنه توقف عن عمل به رأفة ورحمة بالحيوان، على حد تعبيرهم.
الجريدة
سراديب «الاستثماري»... قنابل موقوتة
في حين دشّنت بلدية الكويت وقوة الإطفاء العام، أمس، أولى حملاتهما لإغلاق السراديب المخالفة في المباني الاستثمارية، كشف اليوم الأول أن بعض السراديب باتت قنابل موقوتة بعد تأجيرها لتخزين مواد قابلة للاشتعال، مما يشكل خطراً حقيقياً على سكان هذه المباني وروادها.
وأعلن المدير العام للبلدية م. أحمد المنفوحي، في تصريح، أمس، خلال انطلاق الحملة بالسالمية، إغلاق 15سرداباً مخالفاً، وإخلاء 22 بشكل طوعي، بالإضافة إلى رصد 189 موقعاً مخالفاً، مؤكداً أن هذه الحملات مستمرة على مدى شهرين بمراقبة 6 فرق لفرض هيبة القانون.
وأوضح أن هذه الحملات تأتي تنفيذاً لتوجيهات سمو رئيس مجلس الوزراء بالنزول إلى الشارع وتطبيق القانون على كل المخازن المخالفة؛ درءاً للمخاطر، وحفاظاً على الأرواح، مؤكداً أنه لا استثناء لأي مستثمر بهذا الشأن.
وفي السياق، أظهرت الإحصائية السنوية لقوة الإطفاء العام أن عدد حوادث الحريق التي اندلعت في سراديب ومخازن بنايات سكنية وتجارية خلال عام 2021 بلغ 156 حادثاً.
وقالت «الإطفاء» إن هناك بنايات سكنية وأخرى استثمارية حولت سراديبها إلى مخازن وورش غير مرخصة وغير مطابقة لاشتراطات إدارة الوقاية في «الاطفاء» مما جعلها عرضة للحرائق والحوادث التي شكلت عبئاً كبيراً على رجال الإطفاء.